انعدام الحيوانات المنوية
الأسباب، التشخيص، والعلاج
النهاردة هنتكلم عن مشكلة بتأثر على صحة الرجال وقدرتهم على الإنجاب وهي سبب انعدام الحيوانات المنوية وفي المقالة دي هنتناقش سوا بشكل مبسط عن أسباب المشكلة دي وإيه الحلول المتاحة علشان نقدر نتعامل معاها.
بس قبل ما نتعرف على المشكلة، خلونا الأول نفهم الحيوانات المنوية بتتكون إزاي؟
أولاً، أجزاء الجهاز التناسلي الذكري بتتكون من الخصيتين اللي بتنتج الحيوانات المنوية، والأنابيب المنوية اللي بتشكل معظم أنسجة الخصيتين، والبربخ اللي بيساعد في نقل وتخزين الحيوانات المنوية، والأسهر والحويصلة المنوية اللي بيتم فيها إنتاج وتخزين السائل المنوي ونقل الحيوانات المنوية، وأخيرًا قناة القذف والإحليل اللي بيتم فيها خروج السائل المنوي من الجسم.
أما عن عدد الحيوانات المنوية الطبيعي بيكون 16 مليون لكل مل أو أكتر، والناس اللي عندها تركيز أقل من كده بيعانوا من قلة عدد الحيوانات المنوية، وفي الحالة دي الشخص بيكون عنده نقص في الخصوبة وممكن يحتاج يتعالج بتقنيات الإنجاب المساعدة.

طب إمتى نقول إن الشخص ده بيعاني من انعدام الحيوانات المنوية؟ وإيه الحالة دي من الأساس وبتحصل إزاي؟
حالة “انعدام الحيوانات المنوية” أو حسب اسمها العلمي “الازوسبرميا – Azoospermia” هي مشكلة بتحصل لما مايكونش فيه حيوانات منوية في السائل المنوي (صفر حيوان منوي).
والمشكلة دي بتحصل عند حوالي 1% من الرجال، وبنسبة 10 لـ 15% عند الرجال اللي بيعانوا من تأخر الحمل؛ لأن طول ما مفيش حيوانات منوية، ده هيأثر على الإنجاب بشكل كبير؛ لأن الانجاب بيحتاج بويضة “من الانثى” وحيوان منوي “من الذكر”، وهنا عندنا خلل يسبب تأخر الانجاب.

وبيكون فيه نوعين أساسيين للمشكلة دي…
النوع الأول – انعدام الحيوانات المنوية بسبب الانسداد:
وهو وجود في انسداد أو مشكلة في البربخ أو الأسهر أو في أي مكان تاني في المسالك التناسلية، يعني بتنتج حيوانات منوية بس بتتمنع من الخروج، فمفيش كمية واضحة من الحيوانات المنوية في السائل المنوي.
أما النوع الثاني – فقد الحيوانات المنوية غير الانسدادي (الضعف أو العدم):
النوع ده معناه إنك بتنتج حيوانات منوية قليلة أو مفيش إنتاج بسبب عيوب في بنية أو وظيفة الخصيتين أو نتيجة بعض الطفرات الجينية أو الهرمونية.
لكن لازم نعرف أن فيه حلول كتيرة متاحة نقدر نتعامل بيها مع مشكلة انعدام الحيوانات المنوية وتساعد الرجل في استعادة خصوبته…
وحل المشكلة دي دايماً يبدأ بالتشخيص، اللي بيكون عبارة عن خريطة من 3 محطات بتساعدنا ناخد صورة كاملة عن المشكلة ونقدر نوصل بيها للمحطة الأخيرة وهي العلاج الصحيح والمناسب لحالة المريض…
وبتبدأ المحطة الأولى بزيارة الدكتور علشان نفهم التاريخ المرضي للحالة مع الكشف:

وهنا بيكون عبارة عن سؤال وجواب بين الدكتور والمريض عن هل المريض سبق له الانجاب، وهل بيعاني أمراض سابقة من فترة الطفولة أو أمراض منقولة جنسياً؟ وإيه نوع الأدوية اللي بياخدها؟ وهل فيه تاريخ مرضي بالعيلة لتشوهات خلقية أو أمراض معينة.
وإذا كان حصل للمريض أي إصابات أو عملية جراحية قام بيها في منطقة الحوض، أو تعرض للعلاج الكيماوي.
وبعض الاسئلة الخاصة زي لو كان المريض مدخن أو بيشرب كحوليات أو أي مواد تانية.
أما المحطة الثانية فبتكون الكشف السريري (الفحص الإكلينيكي):

وده بيكون فحص طبيعي وبسيط جداً لجسم المريض بنتأكد فيه من نضج الجسم والأعضاء التناسلية عن طريق فحص القضيب وكيس الصفن؛ علشان نتأكد من وجود الأسهر، ونلاحظ لو فيه أي تورم في البربخ، ونطمن على حجم الخصيتين ووجود أو عدم وجود دوالي فيهم أو أي انسداد في قناة القذف.
المحطة الثالثة، وهي الفحوصات والتحاليل الطبية:

واللي بنختار فيها اللي يناسب حالة المريض من فحوصات كتيرة زي:
– قياس مستويات هرمونات الخصوبة.
– اختبارات جينية.
– أشعة الموجات فوق الصوتية والدوبلر الملون للأعضاء التناسلية؛ علشان نعرف هل فيه مشاكل في الخصيتين بشكل أدق.
– فحص تصوير الدماغ؛ علشان نتأكد من وجود أي اضطرابات تحت المهاد أو الغدة النخامية.
– ناخد عينة من أنسجة الخصيتين (خزعة)، ودي لما يكون الانسداد محتمل وجوده.
https://www.youtube.com/watch?v=lNgMd3d-2nMhttps://www.youtube.com/watch?v=IvRXEFeWZok&t=8shttps://www.youtube.com/watch?v=oKUc672Q9ZU
بعد ما بنعمل كل الخطوات اللازمة لفحوصات انعدام الحيوانات المنوية، بتيجي الخطوة الأخيرة وهي العلاج!
وهنا نوع العلاج بيعتمد حسب كل حالة، بمعنى:
– في حالة وجود انسداد: بنقوم بعملية جراحية لفتح الانسداد أو عمل إعادة توصيل.
– في حالة وجود خلل وقلة في إنتاج هرمونات الذكورة: بنوصف للمريض علاجات هرمونية.
– في حالة وجود دوالي الخصية: بنلجأ لعملية جراحية بسيطة لربط الأوردة.
– فيه بعض حالات بتحتاج أننا نستخلص الحيوانات المنوية بشكل مباشر من الخصية سواء عن طريق عينة (خزعة) أو من خلال الميكروسكوب وبالتالي نستخدمهم في الحقن المجهري؛ علشان نساعد الحالة على الانجاب.
ولو فيه مشكلة جينية وممكن تأثر على طفل المريض فيما بعد، وقتها بنعمل تحاليل جينية للحيوانات المنوية قبل الحقن المجهري.
ماذا لو أنا شخص عايز أحمي نفسي من مشكلة انعدام الحيوانات المنوية…. إيه اللي أقدر أعمله؟
الاجابة باختصار تعتمد على حالتك، يعني بالنسبة لحالات المشاكل الجينية، وقتها للأسف مفيش وسيلة وقاية مانعة بشكل جذري ومعروفة تقدر تحميك من انعدام الحيوانات المنوية.
لكن بشكل عام يقدر كل راجل يعمل شوية اجراءات تقلل من احتمالية حدوث المشكلة – خصوصاً لو مفيش مشكلة جينية في الصورة –
زي إنه يغير أسلوب وعادات حياته خصوصاً لو فيها حاجات تضر الأعضاء التناسلية واللي منها التدخين، شرب الكحول، وغيرها…
يحاول يتجنب التعرض للإشعاع أو يعرض الخصيتين لدرجة حرارة عالية لفترة طويلة، والأهم يكون عارف كويس قبل ما ياخد أي دواء إيه هي المخاطر والفوايد للدواء ده؛ لأن بيكون فيه أعراض جانبية بتأثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
هو مش الحقن المجهري للسيدات بس؟
إزاي بيسحبوا الحيوانات المنوية في الحقن المجهري؟
هل الحقن المجهري ينفع لو فيه مشاكل بالخصوبة عند الرجال؟
كل دي أسئلة بيطرحها أي شخص مش على دراية كاملة بدور الحقن المجهري في علاج مشاكل الخصوبة عند الرجال، خصوصًا بعد التطور الكبير اللي حصل في مجال الطب واللي قدر يساعد عن طريق تقنيات طبية حديثة في حل مشكلة عدد الحيوانات المنوية اللازمة للتخصيب، وده عن طريق “عينة الخصية الميكروسكوبية”
مبدئيًا تقنية “الحقن المجهري” هي تقنية حديثة ساعدت كتير من السيدات والرجال اللي كانوا بيعانوا من مشاكل في الإنجاب، وده لأنها بتقلل عدد الحيوانات المنوية اللي لازمة لتخصيب البويضة، من ملايين لحيوان منوي واحد بس.
وهنا نيجي للجزء الخاص بالرجال، وبالأخص اللي بيعانوا من مشكلة في عدد الحيوانات المنوية نتيجة خلل وظيفى بالخصية، اللي هي تعتبر المصنع الرئيسي اللي بينتج الحيوانات المنوية، وبالتالي لو حصل أي مشكلة أو تأثر فيهم، المصنع إنتاجه هيكون ضعيف!
بمعنى أوضح، أن أوقات فيه أشخاص عندهم بؤر صغيرة جدًا فيها بتقوم بإنتاج حيوانات منوية قليلة جدا في الخصية، بالإضافة إن الحالة لم تستجيب للعلاجات التقليدية.
لكن دلوقتي في تقنية جديدة عن طريق استخدامها مع الحقن المجهري بنخلق فرص كبيرة لتحقيق حلم الإنجاب.
التقنية دي هي “استخراج الحيوانات المنوية باستخدام الميكروسكوب الجراحي” واللي بتساعد الرجال اللي بيعانوا من ضعف شديد في إنتاج الحيوانات المنوية.

فيه سؤال بيطرح نفسه وقت الكلام عن عملية استخراج الحيوانات المنوية باستخدام الميكروسكوب الجراحي، وهو هل العملية بتكون بسيطة؟
الإجابة آيوة، لكن ده بيعتمد بشكل قوي جدًا على التقنية العالية ومهارة الطبيب المُعالج؛ لأن أحيانًا العملية دي بتاخد وقت طويل ممكن يوصل إلى 5 ساعات عشان نستخرج الحيوانات المنوية المناسبة لتخصيب البويضة.
لكن تظل تقنية العينة الميكروسكوبية هي الأفضل، لأنها بتساعد في أخذ عينات صغيرة من الخصية بدون أي ضرر تقريبًا.
وهنا حتى مع الحالات اللي بتكون الحيوانات المنوية عندهم قليلة جدًا، وممكن ماتكونش بحالة جيدة، بنقدر لما نستخرجهم نحقنهم في الزوجة في حالة تحضير الزوجة المسبق للحقن المجهري، أو أننا نقوم بتجميد الحيوانات عشان نستخدمهم فيما بعد.
هل نسبة نجاح الحقن المجهري بتزيد لو استخدمنا تقنية استخراج الحيوانات المنوية بالميكروسكوب الجراحي؟
نسبة نجاح استخراج الحيوانات المنوية بالتقنية الميكروسكوبية أعلى بحوالي 60% من طرق تانية زي العينة العشوائية أو بإستخدام السحب، لأنها بتخلق فرصة أننا ناخد عينات أصغر من الخصية مقارنة بالعينة العشوائية وبأقل ضرر للخصية.
في النهاية، الأمل موجود دايمًا، والتطور المستمر في المجال الطبي يخلينا متفائلين بالمستقبل أنه يساعد ازواج أكثر في تحقيق أحلامهم في إنجاب أطفال.