تعتبر خصوبة الرجل من الأمور المعقدة نوعا ما، فلضمان حدوث الإنجاب، لابد من ضمان حدوث ما يلي:
إنتاج حيوانات منوية ذات حيوية وبعيدة عن أي خلل:
ويتضمن تحقيق هذا الأمر صحة نمو وتكوين أعضاء الجهاز التناسلي الذكرى اثناء مرحلة البلوغ، إذ ينبغي ان تكون إحدى الخصيتين على الأقل ذات كفاءة وظيفية عالية، كذلك ينبغي أن يكون الجسد قادرا على إنتاج هرمون الذكورة (هرمون التستوستيرون) علاوة على الهرمونات الاخرى التي تستحث إنتاج الحيوانات المنوية، وتضمن إستمرارية إنتاجه.
ينبغي نقل الحيوانات المنوية إلى السائل المنوي:
بمجرد أن تقوم الخصيتين بإنتاج الحيوانات المنوية، لابد من نقلهم عبر قنوات دقيقة، ليتم بعد ذلك مزجهم بالسائل المنوي، وقذفهم من خلال القضيب.
لابد من إنتاج كميات كافية من الحيوانات المنوية:
إذا كان إنتاج الحيوانات المنوية محدود العدد، فإن هذا يقلل إحتمالية قيام أحد الحيوانات المنوية بتخصيب البويضة.
ينبغي أن تكون الحيوانات المنوية ذات كفاءة وظيفية عالية، سواء من حيث الحركة أو الحيوية:
فأي خلل في هذه العناصر تزيد من إحتمالية عدم قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة وتخصيبها.
الأسباب الطبية:
قد يرتبط تأخر الإنجاب في الذكور بوجود العديد من المشكلات الصحية أو العقاقير العلاجية، لعل أهمها:
وهي عبارة عن إحتقان في الأوردة المتصلة بالخصية، وتعتبر أكثر الأسباب (التي يمكن علاجها) شيوعا التي تسبب تأخر الإنجاب في الذكور،
وعلى الرغم من عدم الفهم الكامل لآلية مسئولية دوالي الخصية عن التسبب في تأخر الإنجاب، إلا أن بعض الدراسات قد رجحت أن دوالي الخصية تؤدى إلى إختلال درجة الحرارة داخل الخصية، الأمر الذي يؤدى إلى إنتاج حيوانات منوية ذات كفاءة وجودة أقل.
لذا فإن علاج الدوالي يحسن من إنتاج الحيوانات المنوية، سواء من حيث الكم أو الكيف، كما أنه على أسوأ الإحتمالات يزيد من إحتمالية نجاح تقنية الحقن المجهري في حالة اللجوء إليه.
العدوى:
قد يتعارض وجود أنواع معينة من العدوى مع إنتاج أو سلامة الحيوانات المنوية، كذلك قد تؤدى إلى إنسداد الوعاء الناقل للحيوانات المنوية، هذه العدوى قد تكون إلتهاب بالبربخ أو إلتهاب بالخصية نفسها، علاوة على العديد من الأمراض التي قد تنتقل من خلال العلاقات الجنسية كالزهري والسيلان.
وعلى الرغم من أن بعض من هذه الأمراض قد يتسبب في اضرار دائمة يستحيل معها علاج تأخر الإنجاب، إلا أنه ومع التقنيات العلاجية الطبية الأخيرة، أمكن علاج معظم هذه الحالات.
مشكلات بالقذف:
قد يحدث ما يسمى بإسم ” القذف المرتجع” هو عبارة عن دخول السائل المنوي إلى المثانة البولية بدلا من خروجه من خلال فتحة القضيب أثناء الوصول إلى الذروة الجنسية.
ويحدث القذف المرتجع في الكثير من الحالات، لعل أهمها: داء السكرى، وجود إصابة في الحبل الشوكي، تناول أنواع معينة من الأدوية، إجراء جراحة سابقة في البروستاتا أو المثانة أو قناة مجرى البول.
وجود أجسام مضادة تهاجم الحيوانات المنوية:
وهي حالة مرضية يقوم فيها الجهاز المناعي بالجسم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم الحيوانات المنوية بإعتبارها أجسام غريبة ضارة، في محاولة منها للقضاء عليها.
أورام سرطانية:
أحيانا قد تتسبب الاورام السرطانية الحميدة والخبيثة على حد سواء في حدوث تأخر الإنجاب، ولاسيما إذا كان الورم موجودا بالقرب من الغدد المسئولة عن إفراز الهرمونات اللازمة للإنجاب، ولاسيما الغدة النخامية.
كذلك فإن بعض الخيارات العلاجية التي تستخدم في القضاء على الأورام السرطانية (مثل الإستئصال الجراحي، العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي) قد يتسبب في حدوث تأخر أو عدم حدوث الإنجاب.
عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن:
في بعض الأحيان قد يتأخر نزول الخصية إلى كيس الصفن المخصص لها، حيث تظل داخل تجويف البطن (موضع وجودها أثناء التكوين الجنيني في الرحم)، ويلاحظ أن معدل الخصوبة عادة ما يكون أقل في حالة حدوث هذه الحالة.
إختلالات هرمونية:
قد يحدث تأخر الإنجاب نتيجة لوجود إختلالات هرمونية ( إنخفاض مستوى هرمون التستوستيرون ) ناشئة من الخصية نفسها، أو إختلالات هرمونية ناشئة من مواضع أخرى كالغدة النخامية، أو المهاد ( يقع أسفل المخ مباشرة )، أو الغدة الدرقية، أو حتى الغدة الكظرية .
وجود مشكلة في الأوعية الناقلة للحيوانات المنوية:
تتولى الأوعية الناقلة مسئولية نقل الحيوانات المنوية، هذه الأوعية معرضة للإنسداد نتيجة لعدة أسباب، وتشمل: إجراء عملية جراحية في السابق، التعرض للعدوى، الإصابات الناتجة عن الحوادث، أو خلل في تكوينها ولاسيما في الأمراض الوراثية كما في حالات التليف الكيسي.
هذا الإنسداد يحتمل حدوثه في هذه الاوعية عند أي موضع، إذ يمكن حدوثه في موضع قرب الخصية، أو قرب البربخ أو حتى بالقرب من الوعاء الناقل.. وهكذا .
خلل في الكروموسومات:
بعض الإختلالات الوراثية كما في متلازمة كلاينفلتر (حيث يولد الذكر بكروموسوم أنثوي زائد) تؤدى إلى خلل في نمو الجهاز التناسلي الذكرى.
أيضا فإن الإختلالات الوراثية الأخرى كما في داء التليف الكيسي، متلازمة كالمان أو متلازمة كارتاجينر تؤدى إلى حدوث تأخر الإنجاب.
وجود مشكلة مصاحبة للجماع:
مثل العجز الجنسي، أو عدم القدرة على الحفاظ على إنتصاب القضيب لمدة تكفي للقيام بالعملية الجنسية بشكل كامل، كذلك فإن مشكلات الجماع تتضمن الشعور بالألم أثناء الجماع، أو وجود فتحة القضيب في الناحية السفلية من القضيب (عيب خلقي)، علاوة على المشكلات النفسية والعاطفية التي قد تؤثر على طبيعة العلاقة الجنسية بين الطرفين.
مرض سيلياك:
وهو إضطراب هضمي ينشأ نتيجة لوجود فرط التحسس نحو مادة الجلوتين التي قد تتواجد بالعديد من الأطعمة، وخصوصا المخبوزات والأطعمة المحفوظة.
ويمكن أن يتسبب داء سيلياك في الإصابة بتأخر الإنجاب، لكن فإن معدلات الخصوبة من الممكن أن تتحسن في حالة المداومة على تناول طعام خالي من الجلوتين.
تناول عقاقير معينة:
الإفراط في تناول بعض العقاقير لمدة طويلة، وتشمل العقاقير الهرمونية التي تحتوي على التستوستيرون، مركبات الكورتيزون، أدوية علاج السرطان (العلاج الكيماوي)، بعض العقاقير المضادة للفطريات وبعض العقاقير المعالجة لقرحة المعدة.
إجراء عمليات جراحية معينة:
بعض العمليات الجراحية تؤدى إلى عدم وجود أي حيوانات منوية بالسائل المنوي، كما في حالة ربط أو إستئصال الوعاء الناقل، العملية الجراحية الإصلاحية للفتق الإربى، العمليات الجراحية التي يتم إجرائها على الخصية أو البروستاتا.
وعموما يمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية بهدف إصلاح هذا الخلل .
الأسباب البيئية :
إن كثرة التعرض لبعض العناصر البيئية كالحرارة والسموم والمواد الكيميائية من شأنه أن يؤدى إلى حدوث خلل في الحيوانات المنوية، سواء من حيث الكم أم الكيف، ولعل أهم هذه العوامل، ما يلي.
المواد الكيميائية المصنعة:
حيث أن التعرض لها بإفراط على المدى البعيد من شأنه أن يؤدى إلى نقص عدد الحيوانات المنوية، وتشتمل هذه المواد على المركبات البنزينية، التولين، الزايلين، المبيدات الحشرية، مبيدات الحشائش، المذيبات العضوية و مواد الطلاء.
التعرض للمعادن الثقيلة:
إن كثرة التعرض للمعادن الثقيلة كالرصاص يؤدى إلى تأخر الإنجاب.
التعرض للإشعاع والأشعة السينية (اشعة إكس):
حيث يؤدى التعرض الإشعاعي إلى تناقص عدد الحيوانات المنوية، وعلى الرغم من أن مثل هذه الحالات قد تكون مؤقتة، إلا أن التعرض لجرعات عالية من الإشعاع قد يؤدى إلى تناقص الحيوانات المنوية على نحو دائم بصورة لا يمكن إصلاحها بأي حال من الأحوال.
تعرض الخصيتين لدرجات حرارة عالية:
إن كثرة التعرض لدرجات الحرارة العالية قد يؤدى إلى نقص عدد أو حيوية الحيوانات المنوية، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية، إلا أن بعض العلماء رجحوا أن الإستخدام المفرط والمتكرر للساونا وحمامات الماء الساخن قد يؤدى إلى نقص عدد الحيوانات المنوية على نحو مؤقت.
كذلك فإن الجلوس لفترات طويلة أو إرتداء ملابس ضيقة من شأنه أن يعمل على زيادة درجة الحرارة بالخصيتين، الأمر الذى قد يؤدى إلى تناقص إنتاج الحيوانات المنوية.
أسباب متعلقة بالحالة الصحية ونمط الحياة:
العقاقير المخدرة:
إستخدام مركبات الإسترويد التي تستخدم لتكبير العضلات قد يؤدى إلى تقلص حجم الخصية وتناقص إنتاج الحيوانات المنوية.
كذلك فإن تعاطى الكوكايين أو الماريجوانا قد يؤدى إلى تناقص إنتاج الحيوانات المنوية سواء كما أو كيفا على نحو مؤقت .
المشروبات الكحولية:
تناول المشروبات الكحولية قد يؤدى إلى إنخفاض مستوى هرمون التستوستيرون بالجسم، الأمر الذي يؤدى بالتبعية إلى الإصابة بالعجز الجنسي (سواء كليا أو جزئيا) وتناقص إنتاج الحيوانات المنوية.
أيضا وعلى نفس السياق فإن المشروبات الكحولية تؤدى إلى تلف خلايا الكبد، والتي بدورها تؤدى إلى مشكلات صحية متعلقة بالخصوبة.
التدخين بنوعيه السلبي والإيجابي يؤدى إلى نقص عدد الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصية.
الضغوط النفسية والعاطفية:
قد يتعارض الضغط النفسي أو العاطفي مع إنتاج بعض الهرمونات التي يحتاجها الجسم لإنتاج الحيوانات المنوية.
السمنة المفرطة:
تؤدى السمنة المفرطة إلى الإصابة بتأخر الإنجاب بأكثر من طريقة، إذ أنها تؤثر بشكل مباشر على إنتاجية الخصية للحيوانات المنوية، كما أن السمنة تؤدى إلى إختلال مستوى هرمونات الذكورة بالجسم.
عوامل الخطورة:
تشتمل عوامل الخطورة المتعلقة بتأخر الإنجاب في الرجال، على ما يلي:
- التدخين .
- المشروبات الكحولية .
- العقاقير المخدرة .
- السمنة المفرطة .
- التعرض للعدوى ، أو وجود تاريخ مرضى للعدوى .
- التعرض للسموم .
- تعرض الخصية لدرجات الحرارة العالية .
- تعرض الخصية لصدمة مباشرة .
- إجراء عملية قطع أو ربط للوعاء الناقل ، أو إجراء عملية كبرى بالبطن أو الحوض .
- وجود تاريخ مرضى للخصية المعلقة .
- وجود مشكلة صحية تتعارض مع الخصوبة كالأورام السرطانية ، أو الأمراض المزمنة كأنيميا الخلايا المنجلية .
- التعرض لجلسات العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لفترات طويلة.