هل عقار فليبانسرين آمن للسيدات اللاتى يأخذن أدوية مضادة للإكتئاب؟
تشير الأبحاث إلى أن عقار فليبانسرين بالفعل آمن للسيدات اللاتى يأخذن أدوية مضادة للإكتئاب.
يستخدم عقار فليبانسرين (الذى يعرف أيضا بإسم آددى) فى علاج إضطراب تناقص الرغبة الجنسية لدى السيدات، ويقصد به فقدان الإهتمام بالجنس على نحو دائم، والذى يكون مصحوب عادة بالشعور بالقلق والإكتئاب.
يرتبط الإكتئاب عادة بوجود مشكلة على الصعيد الجنسى، حيث لوحظ وجود علاقة وثيقة بين الشعور بالإكتئاب والإصابة بإضطراب تناقص الرغبة الجنسية لدى السيدات، حيث أن كلا منهم مسبب للآخر.
فالسيدات اللاتى يشعرن بالإكتئاب، يفقدن عادة أى إهتمام أو رغبة فى ممارسة الجنس. فى حين يتسبب إنخفاض مستوى الإثارة الجنسية لدى بعض السيدات فى الشعور بالإكتئاب.
يعمل عقار فليبانسرين على ضبط مستوى ثلاث ناقلات عصبية بالمخ، وهم : الدوبامين، النورإبينفرين و السيروتونين.
يعمل الدوبامين والنورإبينفرين فى الحفاظ على الرغبة والإثارة الجنسية، أما السيروتونين قد يعمل على الحد منها.
يعتقد أن الإصابة بإضطراب تناقص الرغبة الجنسية لدى السيدات ينشأ بصورة أساسية نتيجة لإنخفاض مستوى الدوبامين والإبينفرين، بالإضافة إلى إرتفاع مستوى السيروتونين عن المعدلات الطبيعية المقررة. وهنا يأتى دور عقار فليبانسرين الذى يعمل على ضبط مستوى هذه المواد الكيميائية الثلاثة، وبالتالى إستعادة الرغبة والإثارة الجنسية.
أيضا فإن بعض أدوية علاج الإكتئاب، مثل مثبطات لاقطات السيروتونين الإنتقائية (مثل عقار سيتالوبرام، سيرترالين و فلوكستين ) بالإضافة إلى مثبطات لاقطات السيروتونين والنورإبينفرين (مثل عقار ديلوكستين و فينلافاكسين ) أيضا تعمل على نفس الناقلات العصبية الثلاثة بالمخ. وبناء على ذلك فقد قام العلماء بدراسة التفاعلات الدوائية التى قد تنشأ بين هذه الأدوية وعقار فليبانسرين.
فى يناير 2018، نشرت المجلة الطبية الدورية المختصة بالجنس نتائج الدراسات والأبحاث التى أجريت فى هذا الشأن.
فقد قام العلماء بالعمل على 111 متطوعة لسيدات على مشارف مرحلة سن إنقطاع الدورة الشهرية الذين أخذوا أدوية من مثبطات لاقطات السيروتونين الإنتقائية أو مثبطات لاقطات السيروتونين والنورإبينفرين، لعلاج الإكتئاب الذ يعانون منه.
وقد تم إختيار ثلثى هذا العدد على نحو عشوائى لإعطائهم عقار فليبانسرين لمدة 8 أسابيع على الأقل، فى حين تم إعطاء الثلث المتبقى دواء وهمى لمدة 8 أسابيع كذلك.
وقد أتت النتائج لتشير إلى أن نسبة الأعراض الجانبية الناشئة كانت محدودة جدا، وإن كانت أكبر نسبيا فى المجموعة التى أخذت عقار فليبانسرين مقارنة بالمجموعة التى أخذت الدواء الوهمى.
ولعل أبرز هذه الأعراض الجانبية كان جفاف الفم الذى أصاب 5.5% من مستخدمى عقار فليبانسرين، فى حين بلغ 2.6% من مستخدمى الدواء الوهمى. أما الأعراض الجانبية الأخرى فشملت : الأرق، ألم الظهر و الشعور بالدوار.
وقد تراوحت حدة هذه الأعراض بين طفيفة ومتوسطة، حيث لم تظهر أى أعراض جانبية خطيرة، ولم تقدم أى إمرأة على التفكير حتى فى الإنتحار.
وعموما فقد أشارت النتائج إلى أن السيدات اللاتى إستخدمن عقار فليبانسرين شهدوا تحسنا ملحوظا على صعيد الأعراض المتعلقة بالقلق والإكتئاب، فى حين تدهورت حالة معظم السيدات اللاتى إستخدمن العقار الوهمى.
لذا فإننا ننصح كل سيدة تصادف إنعدام فى الرغبة الجنسية بسرعة البحث عن مشورة طبية متخصصة، ولاسيما أن هناك العديد من العوامل التى قد تؤثر على الرغبة الجنسية، منها : العلل المرضية، الأدوية، الحمل، الرضاعة، ما يطلق عليه سن اليأس، الخلافات الزوجية، القلق و الإكتئاب.
لذا فى مثل هذه الحالات ينبغى إجراء فحص شامل لتحديد العامل المسبب ومن ثم العمل على علاجه.