تعتمد شدة رعشة الجماع (مثلما الحال بالنسبة للعديد من الجوانب الأخرى للعملية الجنسية) على الشخص نفسه بالإضافة إلى الموقف الجنسى بحد ذاته، ولتوضيح الصورة بشكل أفضل، سنقوم من خلال السطور القليلة القادمة بإستعراض بعض الأسباب الشائعة التى تتسبب فى إنخفاض قوة رعشة الجماع.
التقدم بالعمر
تنخفض مستويات الهرمونات الجنسية فى كلا الجنسين على حد سواء عند التقدم بالعمر، حيث ينخفض مستوى هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) فى الرجال تدريجيا مع مرور الوقت، وهو ما يتسبب فى إنخفاض شدة رعشة الجماع وتناقص الرغبة فى ممارسة الجنس.
أما بالنسبة للسيدات، يبدأ هرمون الإستروجين بالتناقص عند وصول المرأة إلى مرحلة إنقطاع الدورة الشهرية، حيث يعتقد العلماء أن البظر يكون أقل حساسية فى هذه المرحلة نظرا لإنخفاض مستوى هرمون الإستروجين.
وبما أن معظم السيدات يتم إستثارتهم جنسيا من خلال البظر، فإن ذلك يعنى أن إنخفاض مستوى حساسية البظر من شأنه أن يؤدى إلى إنخفاض شدة رعشة الجماع.
أيضا وعلى سياق متصل، يعتبر هرمون الإستروجين من الهرمونات الهامة التى تحافظ على رطوبة ومرونة المهبل. لذا ففى حالة إنخفاض مستوى هذا الهرمون الهرمون، فإن المهبل يصبح جافا وضيقا، لتصبح العملية الجنسية غير ممتعة كما السابق.
الملل / النمطية
قد يصاب الزوجين بالملل على الصعيد الجنسى عندما يظلا معا لعدة سنوات، وهو ما يتسبب فى خفوت حدة الإثارة الجنسية الناشئة بينهما.
قد يساعد تغيير النمط المتبع فى ممارسة العلاقة على القضاء على هذه المشكلة، كما ينصح أن يتحدث كلا الزوجين مع بعضهما مع التحلى بالصراحة الكاملة، وذلك كى يتفهم كل طرف الرغبات الجنسية الخاصة بالطرف الآخر، وهو ما يساعد على تلبيتها ومن ثم إشباعها.
وعلاوة على ذلك، يلاحظ أن الرجال الذين يشاهدون الأفلام الإباحية أو يمارسون العادة السرية، عادة ما يجدون أن رعشة الجماع الخاصة بهم أقل شدة أو أقل إشباعا.
التوتر والقلق
يتسبب التوتر والقلق فى تأثر الجنس سلبيا من أكثر من جانب بما فيها رعشة الجماع. إذا كان الشخص واقعا تحت ضغوط العمل، أو نتيجة للمسئوليات الأسرية والعائلية الملقاة على عاتقه، أو يعانى القلق نتيجة مشكلة أو علاقة عاطفية ما، فإن هذا الشخص (سواء كان رجلا أو إمرأة) عادة ما يشعر بالإلهاء وعدم القدرة على التركيز أثناء ممارسة الجنس، وهو ما يسلب قدر كبير من المتعة والسعادة التى تحققها العملية الجنسية.
تناقص الرغبة الجنسية أو وجود خلل فى الإستجابة للإثارة الجنسية
يؤدى هذا الأمر بشكل مباشر فى إنخفاض شدة رعشة الجماع، وتنشأ مثل هذه الحالات نتيجة لأسباب جسمانية ونفسية، لعل أهمها إنخفاض مستوى الهرمونات بالجسم أو وجود توتر فى العلاقة بين الطرفين، وفى مثل هذه الحالات ننصح بالبحث عن إستشارة نفسية متخصصة.
ضعف عضلات أرضية الحوض
تعمل عضلات أرضية الحوض على دعم وتقوية الأعضاء الداخلية الموجودة فى منطقة الحوض كالأمعاء والمثانة البولية، بالإضافة إلى الرحم. يلاحظ أن هذه العضلات عادة ما تصاب بالضعف والوهن نتيجة لعدة عوامل، مثل: التقدم بالعمر، جراحات الحوض، السمنة، بالإضافة إلى الولادات الطبيعية المتكررة.
تم تصميم تمرينات خاصة تعرف بتمرينات كيجل، والتى صممت خصيصا لتقوية عضلات الحوض، حيث لوحظ أن الأشخاص الذين يعملون على تقوية عضلات الحوض لديهم، عادة مايحظون برعشات جماع أكثر قوة.
وسائل تنظيم الأسرة
يزعم بعض الرجال أنهم يصادفون مشكلات متعلقة برعشة الجماع عند إستخدامهم للواقى الذكرى، وهى نفس المشكلة التى قد تصادفها بعض السيدات عند إستخدام أقراص منع الحمل.
يجدر بنا الإشارة إلى أن إنخفاض شدة رعشة الجماع ليست مبررا كافيا للتوقف عن إستخدام وسائل تنظيم الأسرة أو ممارسة الجنس الغير آمن (دون إستخدام وسيلة لتنظيم الأسرة). وعموما للتعامل مع ذلك الأمر، ينبغى على الرجل التأكد أنه يستخدم الواقى الذكرى بطريقة صحيحة، أما بالنسبة للسيدات فيمكن إستبدال أقراص منع الحمل بوسيلة أخرى كاللولب.
وفى الختام .. ينبغى أن نشير إلى أن التواصل بين الطرفين أمر غاية فى الأهمية للحصول على علاقة جنسية ناجحة، وبناء عليه فى حال إن واجه أحد الطرفين إنخفاض فى شدة رعشة الجماع، فينبغى إذن على الزوجين أن يعملا معا على حل هذه المشكلة. قد يكون الحل غاية فى البساطة كتخصيص مزيدا من الوقت للعلاقة، أو مساعدة الطرف الذى يعانى من هذا الأمر فى مواجهة مسئولياته أو الصعاب التى يمر بها فى حياته، أو حتى تغيير الوسيلة المستخدمة لتنظيم الأسرة.
أيضا فلامانع من اللجوء إلى طبيب نفسى أو إستشارى متخصص فى العلاقات الزوجية والجنسية.