نعم يؤثر النقرس على القدرة الجنسية، وخصوصا فى الرجال.
النقرس عبارة عن صورة مؤلمة جدا من حالات إلتهاب المفاصل، ويحدث نتيجة ترسب أملاح حمض اليوريك على المفاصل.
ينشأ حمض اليوريك فى الجسم بإعتباره أحد المركبات الناتجة عن هضم البيورينات الموجودة فى بعض الأطعمة كالكبدة والمأكولات البحرية والبازلاء ..إلخ، ليتم بعد ذلك نقل حمض اليوريك عبر الدم إلى الكليتين، وهناك تقوم الكليتين بالتخلص من حمض اليوريك وطرده من الجسم من خلال البول.
لكن أحيانا قد تعجز الكليتين عن القيام بالأمر على نحو صحيح، وهو ما يؤدى إلى تراكم حمض اليوريك. كذلك قد يحدث تراكم حمض اليوريك نتيجة الإفراط فى تناول الأطعمة التى تحتوى على البيورينات.
يؤدى تراكم حمض اليوريك إلى ترسبه على المفاصل فى صورة حبيبات حادة، فيما يعرف بإسم مرض النقرس. ويلاحظ أن المرض عادة ما يستهدف مفاصل الأقدام فى بادئ الأمر، وخصوصا مفصل إصبع القدم الكبير، لكنه قد يمتد لاحقا إلى مفاصل الركبة والرسغ والكوع.
ولاتتوقف معاناة مريض النقرس على الشعور بالآلام فى المفاصل المتضررة، لكنه أيضا قد يعانى من تيبس المفصل، بالإضافة إلى التورم والإحمرار.
يلاحظ أن النقرس أكثر شيوعا فى الرجال مقارنة بالسيدات، حيث يساعد هرمون الإستروجين الأنثوى الكليتين فى التخلص من حمض اليوريك وطرده فى البول، لكن بمجرد وصول الأنثى إلى مرحلة إنقطاع الدورة، تتزايد إحتمالية الإصابة بالنقرس نتيجة إنخفاض مستوى هرمون الإستروجين بالجسم.
كما يلاحظ أن النقرس فى السيدات عادة ما يستهدف الأصابع ومفصل الكاحل، كما أنه أكثر شيوعا لدى السيدات اللاتى يعانين من إرتفاع ضغط الدم أو إختلال وظائف الكلى.
وتشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن الرجال المصابين بالنقرس، تتزايد لديهم إحتمالات الإصابة بمشكلات ضعف الإنتصاب، وقد أرجعوا سبب هذه الظاهرة إلى وجود علاقة وثيقة بين إرتفاع مستوى حمض اليوريك و ووجود خلل فى الطبقة المبطنة للأوعية الدموية، ولاسيما تلك الأوعية الدموية التى تصل إلى القضيب، وهو ما قد يعوق تدفق الدم إلى القضيب ويمنع إنتصابه على نحو مكتمل، وبناء عليه فإن الرجال المصابين بالنقرس قد يعانون من مشكلات ضعف الإنتصاب.
مرضية حتى عام 2015.. وللمقارنة مع عينات أخرى فقد شملت الدراسة أيضا 38218 رجلا فى نفس الفئات العمرية، لكنهم لايعانون من النقرس.
وقد توصلت الدراسة إلى أن الرجال المصابين بالنقرس تزداد لديهم إحتمالية الإصابة بضعف الإنتصاب، حيث عانى 18% من الرجال المصابين بالنقرس من ضعف الإنتصاب، فى حين كانت النسبة فقط 11% فى الرجال الغير مصابين بالنقرس.
كذلك فقد لوحظ أن الرجال المصابين بالنقرس يميلون إلى تناول الكحوليات، أو يعانون من السمنة المفرطة أو من مشكلات صحية أخرى كإرتفاع ضغط الدم، السكرى، أمراض القلب، أمراض الكلى المزمنة و الإكتئاب.
وعلى صعيد آخر، فإن ألم المفاصل الناتج عن النقرس قد يجعل من ممارسة الجنس أمرا صعبا ومؤلما للرجال والنساء على حد سواء.
وفى مثل هذه الأحوال ننصح بإتخاذ أوضاع جنسية أكثر راحة، مع علاج النقرس بالطبع، كما ننصح بأن يقوم مريض النقرس (سواء كان رجلا أو إمرأة) بالتحدث مع الطرف الآخر حول الأمر وتحديد الأوضاع الجنسية التى تتناسب مع حالته ولاتسبب له الألم.
يمكن لمرضى النقرس تناول بعض مضادات الإلتهاب الغير إسترويدية، وذلك للقضاء على الآلام والإلتهابات، كذلك ينبغى تناول الأدوية التى تحول دون إنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك أو تحسن من قدرة الجسم على طرده خارجا. أيضا وعلى نفس السياق، ينبغى تناول وجبات صحية ذات محتوى محدود من البيورينات.
وفى الختام .. ننصح كل من يعانى من النقرس مصحوبا بمشكلات ضعف الإنتصاب، بضرورة البحث عن إستشارة طبية متخصصة.