هل تؤثر طريقة الولادة على الأداء الجنسى لاحقا؟
إن إحتمالية حدوث المشكلات الجنسية عقب الولادة تكون تقريبا متساوية سواء فى حالة الولادة الطبيعية أو القيصرية، لكن فى نفس ذات الوقت فإن نوعية هذه المشكلات تختلف بإختلاف طريقة الولادة.
لعل أهم هذه المشكلات هى فقدان الرغبة الجنسية على نحو مؤقت، كما لو كان الجسم يهيئ نفسه لمرحلة الأمومة، حيث تتسبب التغيرات الهرمونية فى جفاف المهبل، وهو ما يؤدى إلى عدم الشعور بالإستمتاع أثناء ممارسة الجنس. كذلك قد تشعر السيدات المرضعات بآلام فى الثدى.
وعموما فكما ذكرنا بالأعلى، تلعب طريقة الولادة دورا هاما فى نوع المشكلات الجنسية التى تحدث.
فى فبراير 2015، نشرت مجلة متخصصة بأمراض العقم دراسة طبية شملت 200 سيدة أنجبن توا، وكانت أعمارهم تتراوح بين 25–30 سنة، نصفهم تقريبا أنجب طفله/طفلته من خلال الولادة الطبيعية، فى حين أنجب النصف الآخر من خلال الولادة القيصرية.
وبعد مرور 12 أسبوع، أقرت السيدات اللاتى أنجبن من خلال الولادة الطبيعية بوجود مشكلات على صعيد الرغبة الجنسية، الإستثارة الجنسية و نزول الإفرازات المرطبة للمهبل.
على الصعيد الآخر أقرت السيدات اللاتى أنجبن من خلال الولادة القيصرية بوجود مشكلات تتعلق بالرغبة الجنسية فحسب. وبناء عليه فقد أكد الباحثون أن طريقة الولادة ليست ذات تأثير كبير على القدرة والوظيفة الجنسية فى الـ 12 أسبوع التى تلى عملية الولادة.
وفى دراسة أخرى نشرت فى مارس 2016 بأحد المجلات الطبية، قامت هذه الدراسة بعمل مقارنة بين 269 سيدة أنجب بعضهم من خلال الولادة الطبيعية، والبعض الآخر من خلال الولادة القيصرية، فى حين أنجب البعض الآخر من خلال الولادة الطبيعية كذلك مع إستخدام الملاقط ومشدات الرأس.
وقد أشارت النتائج إلى أن السيدات اللاتى أنجبن من خلال الولادة الطبيعية مع إستخدام الملاقط والمشدات لسحب الجنين، هن أكثر الفئات اللاتى عانين من مشكلات متعلقة بالإستثارة الجنسية، نزول الإفرازات المرطبة للمهبل و القدرة الجنسية بشكل عام.
كذلك فإن السيدات اللاتى أنجبن من خلال الولادة القيصرية عانين من صعوبة الوصول إلى رعشة الجماع (ذروة الإشباع الجنسى) مقارنة بالسيدات اللاتى أنجبن من خلال الولادة الطبيعية.
ويلاحظ أن المشكلات الجنسية المتعلقة بالولادة عادة ما تكون مؤقتة، وعموما فإننا ننصح بالتحدث إلى طبيب متخصص فى حالة وجود هذه المشكلات، كما ننصح أى سيدة تعانى من هذا الأمر بالتحدث مع الطرف الآخر، وذلك للوصول إلى أفضل الحلول وسبل العلاج الممكنة.