يعتمد توقيت معاودة ممارسة الجنس بعد حدوث الإجهاض على الحالة نفسها، ويمكن للطبيب المعالج أن يكون خير معين فى تحديد هذا التوقيت بناء على الظروف والمعطيات الصحية للحالة.
وعموما يمكننا القول أن التوقيت المثالى لمعاودة ممارسة الجنس يتحدد عندما يشعر الطرفان بأنهما مستعدان لهذا الأمر، مع الوضع بالإعتبار العوامل النفسية والجسدية، ولاسيما أن الإطار الزمنى يختلف من شخص لآخر.
على الجانب الجسدى، يجمع العديد من الأطباء على ضرورة الإنتظار حتى توقف نزول الدم الناتج عن الإجهاض، بالإضافة إلى مرور دورة شهرية كاملة ( 28 يوم فى المتوسط ) تنتهى بنزول دم الحيض، فى حين يرى البعض الآخر ضرورة الإنتظار 6 أسابيع على الأقل، ولاسيما إذا كان الإجهاض ناتج عن حدوث مضاعفات بالحمل.
يلاحظ أن الرحم وعنق الرحم بعد حدوث الإجهاض يكونا أكبر حجما من المعتاد، وهو ما يزيد من قابلية تعرضهما للعدوى، ولتقليل إحتمالية حدوث هذا الأمر، ينصح بوضع سدادات مهبلية مخصصة لهذا الغرض لمدة أسبوعين تقريبا، وهو ما يعنى ضرورة الإنتظار مدة زمنية أكثر من الأسبوعين قبل معاودة ممارسة الجنس مرة أخرى.
أيضا قد تحتاج بعض السيدات إلى مزيد من الإنتظار حتى نزول كل محتويات الرحم (أجزاء الجنين الميت) المتبقية، وهو ما قد يستلزم بضع أسابيع قليلة، كذلك قد يصف الطبيب بعض الأدوية التى تستحث الرحم على الإنقباض لطرد هذه البقايا، وفى حالة فشل هذه الطريقة، يظل الخيار الجراحى هو الحل المتاح والأمثل، وذلك من خلال تدخل جراحى محدود يتم من خلاله توسيع عنق الرحم وتفريغ تجويف الرحم من أى بقايا متواجدة.
ينصح قبل معاودة ممارسة الجنس بزيارة الطبيب لفحص الرحم والتأكد من الجاهزية التامة لمعاودة ممارسة الجنس، كذلك ينبغى إستخدام وسيلة لتنظيم الأسرة مالم تكن هناك رغبة فى حدوث حمل فى القريب العاجل.
أما على الجانب النفسى والعاطفى، فقد يستغرق الأمر مزيد من من الوقت لتجاوزه، فمن الطبيعى أن يشعر كلا الزوجين بالحزن عقب خوض مثل هذه التجربة، لكن يجدر بنا الإشارة إلى أن القلق والإكتئاب قد يتسبب فى ضعف الرغبة والإستثارة الجنسية.
لذا فإن دعم المحيطين والمقربين (وخصوصا الزوج) يعد أمرا غاية فى الأهمية أثناء هذه المرحلة الحرجة.
كذلك ينبغى ألا يتردد الطرفان فى البحث عن مشورة نفسية متخصصة إذا كانا بحاجة إليها، حيث يتم عقد جلسات نفسية تهدف إلى التحاور والكشف عن أى مخاوف أو أفكار سلبية إزاء هذا الأمر.