تعتبر ممارسة الجنس آمنة لمعظم مرضى القلب، لكن عموما ينصح بضرورة التحدث مع طبيبك المعالج حول هذا الأمر.
تعتبر الإصابة بأزمة قلبية أثناء ممارسة الجنس من المخاوف الشائعة لدى قطاع عريض من مرضى القلب، وذلك على الرغم من تضاؤل فرص حدوث هذا الأمر.
تشير الدراسات إلى أن الجهد البدنى المبذول فى ممارسة الجنس يكافئ الجهد المبذول فى المشى السريع (الهرولة) أو صعود دورين من السلالم.
فى عام 2015 نشرت مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب بحثا يتناول العلاقة بين الجنس و إحتمالية التعرض لأزمة قلبية.
فى البداية قام مجموعة من العلماء الألمان بدراسة 536 حالة لرجال أصيبوا بأزمة قلبية، حيث قام العلماء تحديدا بدراسة النشاط الجنسى لهؤلاء الرجال فى العام الذى سبق إصابتهم بالأزمة القلبية، مع مراقبة تطور حالتهم الصحية لمدة 10 سنوات.
وقد توصل العلماء من خلال هذه الدراسة إلى عدم وجود علاقة بين النشاط الجنسى والإصابة بالأزمات القلبية، حيث أشارت النتائج إلى أن أقل من 1% من الرجال قد مارسوا الجنس قبل أقل من ساعة من حدوث الأزمة القلبية، فى حين وجد أن 80% من إجمالى الحالات لم يمارسوا الجنس من الأساس خلال الـ 24 ساعة السابقة لإصابتهم بالأزمة قلبية.
وخلال فترة المتابعة لهؤلاء المرضى التى إمتدت لعشر سنوات، كان هناك 100 حدث متعلق بالقلب ومشاكله الصحية (كالأزمات القلبية أو الوفاة الناتجة عن أزمة قلبية)، لكن المبشر فى الأمر أن كل هذه الأحداث القلبية لم يكن لها علاقة بالجنس من قريب أو بعيد.
ومع ذلك، هناك أوقات لاينبغى فيها على مريض القلب ممارسة الجنس، فعلى سبيل المثال، ينبغى على الشخص الذى يعانى من أعراض قلبية (كآلام الصدر أثناء الراحة أو النشاط البدنى الطفيف)، الإنتظار حتى إستقرار الحالة الصحية قبل ممارسة الجنس.
وعموما فى حالة وجود مشكلة صحية بالقلب (إرتفاع ضغط الدم، فشل قلبى متقدم، حدوث أزمة قلبية مؤخرا، عدم إنتظام ضربات القلب، ضعف عضلة القلب) ينبغى عدم ممارسة الجنس إلا بعد إستشارة طبيبك المعالج. حيث قد يوصى الطبيب بعدم الإفراط جنسيا، أو تجنب ممارسة الجنس العنيف الذى قد يشكل خطرا على صحة القلب.
كذلك ينبغى على مريض القلب الذى تساوره المخاوف نحو ممارسة الجنس، أن يحظى بالنقاش مع طبيبه المعالج حول هذه النقطة، وتذكر أنه حتى لو تقلص النشاط الجنسى بناء على توجيهات الطبيب.